الخوف والقلق هناك فَرْقٌ بين تعريف كُلٍّ من الخوف، والقلق؛ فالخوف هو: آليّة الفرد للبقاء على هذه الحياة، وهذه الآليّة يستعملها الفرد عندما يشعر بالخطر، أو عندما يتعرَّض لأيّ تهديد، فيستجيب الجسم لهذا الخوف عن طريق بعض الأعراض التي تظهر على الجسم، ومن هذه الأعراض: حدوث التعرُّق، وزيادة مُعدَّل ضربات القلب، وارتفاع مُعدَّل الأدرينالين داخل الجسم، ويستجيب الفرد لهذا الخوف باستجابَتين؛ إمّا الهروب، أو القِتال، كالخوف من بعض الحيوانات المُفترِسة، وهذا النوع من الخوف يُعَدُّ أمراً طبيعيّاً، أمَّا النوع الآخر فهو الخوف المَرضيّ؛ حيث يكون عند الفرد في العادة ناتجاً عن شيء لا يجب الخوف منه في الوضع الطبيعيّ، وهنا لا يستطيع الفرد السيطرة عليه، كما أنَّه لا يعرف سببه، كخوف الشخص من العفاريت مثلاً.[١][٢] أمَّا القلق فيختلف عن الخوف اختلافاً بسيطاً، ويمكن اعتباره نوعاً من أنواع الخوف، فالخوف يختبره الفرد، ويراه بشكلٍ مُباشر، في حين أنَّ القلق هو: التفكير في الأشياء المُخيفة، أو الإحساس بشأنها دون حدوثها، أو دون اختبارها بشكلٍ مباشر، ومن الجدير بالذكر أنَّ الخوف، والقلق يُولِّدان الأعراض نفسها في جسم الفرد، عِلماً بأنَّه إذا كان شُعور الشخص بالقلق مُتكرِّراً، واستحضاره له في أمور غير معقولة، ولا يجب القلق منها؛ فإنّه يُعتبَر حينها علامة على وجود اضطراب عاطفيٍّ لدى الشخص يُطلَق عليه (الرهاب).[٣][٤] علاج الخوف والقلق يمكن علاج مشكلة القلق عند الأفراد عن طريق ثلاثة أنواع من العلاج؛ النوع الأوَّل يكون باستخدام تقنيات المُساعدة الذاتيّة، وهي: تقنيات تُستخدَم؛ للتقليل من حِدَّة القلق، ويُمارسها الفرد نفسه، ومن هذه التقنيات: الاستعداد للمشكلة؛ فمن الأفضل أن يكون الفرد مُنفتِحاً، وصريحاً مع نفسه، وأن يتوقَّع مقدار القلق الذي سيشعر به إذا وقع في هذه المشكلة، كما أنّ عليه أيضاً أن يُهيِّئ نفسه للتعامُل معها، ومن التقنيات الأخرى ما يُسمَّى ب(مجموعة المُساعدة الذاتيّة)، وتعني: انضمام الفرد لمجموعة يُعاني أفرادها من مشكلة القلق والخوف نفسها، وتكون وظيفة هذه المجموعة هي تقديم النُّصح، ومُساعدة للفرد على فَهْم مصدر القلق، وكيفيّة التعامل معه، إضافة إلى أنَّ مُمارسة اليوغا تُعَدُّ من التقنيات التي تُساهم في تخفيف حِدَّة القلق، وتتضمَّن اليوغا تدريبات ذهنيّة، وحركيّة؛ ليُحافظ الفرد على صحَّة جسمه، كما أنَّ تمارين التنفُّس في اليوغا تُساهم في التقليل من القلق.[٥] أمَّا النوع الثاني من علاج القلق فهو: العلاج النفسيّ، حيث تعدَّدت العلاجات بحسب النظريّة التي فسَّر فيها عُلماء النفس القلق؛ فمنهم من أرجع سبب القلق، والهموم إلى الرغبات، أو الدوافع العميقة في العقل الباطن، واللاشعور، ويكون العلاج في هذه الحالة عن طريق جَعْل الفرد يتكلَّم عن الرغبات بحُرِّية، وهذا يُساهم في إيجاد الحلول المناسبة للفرد بنفسه، في حين أنَّ البعض الآخر من عُلماء النفس يُرجِع سبب القلق إلى طريقة تعامل الفرد مع الأشياء المُقلِقة في حياته، وهنا يكون العلاج في تعليمه كيفيّة التجاوُب مع هذه المشكلات بطرق مُختلفة؛ حيث تتمّ مُساعدته في التمرُّن عليها خلال الجلسات، ومن الجدير بالذكر أنَّ عُلماء النفس يعتبرون التحدُّث مع المُعالِج النفسيّ عن المشكلات التي تُسبِّب القلق، والخوف للفرد، وتعليمه مهارات جديدة، أمراً مُفيداً؛ حيث إنَّه يُساهم في مُكافحة القلق، والخوف في المستقبل؛ فالتحدُّث يُساهم إلى حدٍّ كبير في التقليل من التوتُّر، ويجعل الفرد قادراً على مُعالَجة الأُمور التي يتعرَّض لها، ويُمكِّنه من حَلِّها، إضافة إلى أنَّ بعض الطرق العلاجيّة تُعلِّم الفرد كيفيّة التحكُّم بالخوف، والقلق، وذلك عن طريق تعريض الفرد للمواقف التي تُسبِّب له القلق، والخوف، ممَّا يُؤدّي إلى إعطائه الثقة بأنَّه قادرٌ على مواجهة مثل هذه المَخاوف.[٥] في حين أنَّ طريقة العلاج الثالثة للقلق تعتمد على تناول الفرد بعض الأدوية التي تُساهم في التقليل من حِدَّته، وفي الغالب فإنَّ الطريقتَين الأولى، والثانية تُساهمان إلى حدٍّ كبير في علاج مُشكلة القلق للكثير من الأفراد، إلّا أنَّه قد يلجأ بعض الأطبَّاء النفسيّين إلى إعطاء علاجات بالأدوية للأشخاص الذين يُعانون بشكلٍ كبير من مشكلة القلق؛ لذا فإنَّه من الأفضل أن يترافق مع إعطاء الأدوية إعطاء علاج نفسيّ للفرد؛ وذلك لأنَّ الأدوية تُساهم فقط في علاج الأعراض، ولا تُعالج الأسباب الحقيقيّة التي أدَّت إلى هذه المشكلة، ومن هذه الأدوية بنزوديازيبين.